سجل أبو العلا محمد أولى أسطواناته عام 1912، وهو ابن الثامنة عشر وقد لاقت نجاحا كبيرا وأسهمت في خروج الموسيقى الرصينة من المجالس الخديوية ليسمعها العامة ربما للمرة الأولى، فقد كان يختار ألفاظه بعناية شديدة ويصر على غناء القصائد العربية الرصينة.
في الوقت الذي أثارت فيه أغنيات مثل “ارخي الستارة اللي في ريحنا” موجات استهجان شعبية في ذلك الوقت، فكان الاتجاه الذي سار فيه الشيخ أبو العلا لتحسين المجال الغنائي عموما، ومحاولة استكشاف أصوات جديدة يتم تقديمها للجمهور منهذا الطريق الرصين، وهو ما جعله يجد ضالته في أم كلثوم وعبد الوهاب، ومن هنا كانت رعايته لأم كلثوم وتعهده بها وسيلة لبدء مرحلة جديدة في تاريخ الغناء المصري كان هو عرابها الأول، منذ أول ألحانه لها وهي أغنية “الصب تفضحه عيونه” ثم عنطريق مساهمته في تكوين واحد من أهم الثنائيات في هذا المجال، أم كلثوم ورامي، بل ورعايته لهذا الثنائي بالمشاركة والنصح في البداية.
اسمع «وحقك أنت المنى والطلب» بصوت أبو العلا محمد وأم كلثوم هنا
توفي أبو العلا محمد بعد ثقل مرض السكر عليه مما أصابه بالشلل وعدم القدرة على التلحين أو الغناء وكانت وفاته في عام 1927، عن عمر يناهز ثلاثا وأربعين عاما حفلت بإنتاج ضخم، والأهم أن هذه الحياة القصيرة كانت مفرق طريق ربما في الفن المصري عموما.
الآن ونحن نعرف تلك الشخصية، كما نعرف أن الفن قد امتد في نسله فحفيدته هي الفنانة الكبيرة ليلى عز العرب، ألا نجد احتفاءً بإنجاز هذا الرجل الذي كان له إسهامه الخاص في تطوير الموسيقى العربية ووضعها على خريطة الفن الجميل؟
اقرأ أيضا :