احتضنت مكتبة “ديوان” بمصر الجديدة نقاشًا ثريًّا حول صورة المرأة في أدب نجيب محفوظ، وأدارت الندوة الكاتبة “هبة عبد العليم”، بصحبة دكتورة سحر الموجي، أحد أبرز الأسماء في الأدب النسوي.
استهلت الكاتبة “هبة عبد العليم”، الندوة بسيرة موجزة للأديب الراحل، مشيرة إلى أن مسيرته رصدت تحولات مصر السياسية والاجتماعية، وكانت المرأة حاضرة كشريك في هذه التحولات. ثم أثارت السؤال: “كيف رسم محفوظ صورة المرأة المصرية عبر عقود من الكتابة؟”.
الكاتبة هبة عبد العليم خلال الندوة
توقفت هبة عند شخصيات نسائية شهيرة، مثل “الست أمينة” في ثلاثية بين القصرين، و”حميدة” في زقاق المدق، و”نفيسة” في بداية ونهاية، التي أثارت جدلًا حول تصويرها “النمطي” كبائعة هوى تتحمل العار لإنقاذ أسرتها و رأت أن “نفيسة” تُمثِّل إدانةً لأنانية الرجل واستغلال المجتمع، وهو ما أيدته الدكتورة “سحر الموجي” بقولها:
“مصير نفيسة المأساوي يُلقِي باللوم على أخيها الأناني وعلى المجتمع ككل”.
دكتورة سحر، أستاذة الشعر الإنجليزي والأمريكي بجامعة القاهرة، وصفت “زنوبة” في قصر الشوق، بـ”المتمردة التي تتحدى التقاليد وتصنع مصيرها، بعيدًا عن إدانة مهنتها”، مقارنةً إياها بـ”الست أمينة” التي ترمز للانصياع، إذ أن “زنوبة” نجحت في الزواج من ياسين ابن أحمد عبد الجواد رغمًا عنه.
دكتور سحر الموجي أستاذ الشعر الإنجليزي والأمريكي بجامعة القاهرة
وكشفت عن تجربتها في روايتها مسك التل (2017)، التي أعادت فيها تخيل “أمينة” بوصفها امرأة عاشت في زمن ثورة 1919 وما بعدها، ونقلتها إلى عام 2010 قبيل ثورة يناير. “ماذا لو أُعطيت أمينة فرصة ثانية؟” كان السؤال الذي حاولت سحر الإجابة عنه، محوِّلةً الشخصية التقليدية إلى امرأة تمتلك إرادتها، وكأنها تنتقم من قيود الماضي.
سؤال طرحته دكنور سحر الموجي في روايتها “ماذا لو أُعطيت أمينة فرصة ثانية”؟
لم تخلُ الجلسة من الانتقاد لروايات مثل الحب تحت المطر، إذ رأت هبة أنها قدمت شخصيات “منحلّة” بعد هزيمة 1967، وأظهرت استغرابها من تصوير كل شخصيات الرواية بتلك الصورة.
وتؤكد هذه النقاشات أن أعمال محفوظ لا تزال منجمًا للأسئلة، خاصةً فيما يتعلق بصورة المرأة التي تتراوح بين الضحية والمنتقمة، بين التقليد والتمرد، مما يجعله أديبًا عصيًّا على التصنيف.