نشرت أول مقال لي في جريدة الأخبار وأنا طالب باسم “منير السيد محمدعتيبة“، حتى لا يشك من يعرفونني أنني الكاتب، ثم بدأت أختصره ، “منير السيد” عادي، “منير عتيبة” نادر، لكنه صعب ومحفوف بالأخطاء.
في قريتنا، لم يكن هناك غيري ومنير أنور، صديق أبي.
تركت لأبي القرار، فاختار اسم العائلة، ووافقت دون أن أرفع بصري إليه ، ضحك أسامة أنور عكاشة حين حكيت له، خصوصًا بعد أن شرحت ما أواجهه مع “عتيبة”، ضحكته أراحتني، بددت كل توتر، وشربت بعدها كوب الشاي بطمأنينة.
استقبلني أسامة أنور عكاشة كأب، وتحدث معي كأستاذ. سألني كثيرًا، وحكى لي عن رحلته من القصة القصيرة إلى الدراما، وأدهشني انتماؤه للإسكندرية وولعه بالقصة مثل ولعي.
حين عرف أنني مهتم بالسينما والسيناريو، أهداني نسخة من سيناريو ليالي الحلمية، الجزء الأول. لم أصدق نفسي، وزاد فرحي بالإهداء الذي كتبه لي بخط يده ، حينها شعرت أنني أملك الدنيا، وثقتي بنفسي تضاعفت. منذ ذلك اليوم، رفضت تمامًا إعارة الكتاب. من يريد قراءته، فليأتِ إلى بيتي.
أسامة أنور عكاشة يقرأ في شقته بالإسكندرية
لن تصدقوا ما حصلت عليه بسبب أسامة أنور عكاشة: كارنيه عضوية شرفية لمدة عام في نادي سبورتنج، فقط لأننا نشرنا تغطية نصف صفحة لندوة ثقافية عن مسلسله الراية البيضا. بل حصل زميلي حسام عبد القادر أيضًا على كارنيه مثلي!
في الزيارة التالية للنادي، تمنّينا في سرّنا أن يوقفنا الأمن، لنعرض الكارنيه بفخر. وعندما فعلوا، أخرجناه بتباهٍ، لكن المفاجأة أن الحارس قال: “لا يُسمح بالدخول إلا بدعوة شخصية!”
اتصلنا بشريف أباظة، ودخلنا، و في طريقنا للداخل، ضحكنا بجنون. الكارنيه الذي كدنا نفتخر به منعنا تقريبًا، بينما دخلنا في المرة الأولى فقط لأننا تصرّفنا بثقة زائفة وتعابير وجه تمزج بين العظمة والاحتقار!
ويمكنكم قراءة الأجزاء السابقة من هذا المقال عبر الروابط التالية 👇
عن أسامة أنور عكاشة الذي عاد من قبره ليعلمنا
عن أسامة أنور عكاشة الذي عاد من قبره ليعلمنا(٢)