السينما المصرية خارج الحدود (1930 – 1970)

نشأت السينما المصرية في سياق كوزموبوليتانى عام 1896، حيث سيطرت الشركات الأجنبية منذ 1906 على صناعة السينما، ومنها شركتا “باتىي ولوميير”. ثم ما لبثت وأن تطورت على أيدي المصريين الذين تعلموا السينما في المدارس الأوروبية.

 

 

غادر محمد بيومي في 1919 إلى برلين لدراسة السينما، ثم عاد وأسس أول استوديو مصري عام 1923 (آمون فيلم) وأطلق أول جريدة سينمائية مصرية سعى إلى توزيعها في ألمانيا.

 

محمد بيومي

الرائد السينمائي محمد بيومي

 

وفي عام 1933 قبل افتتاح استوديو مصر، أرسل طلعت حرب أول بعثة للطلاب المصريين لتعلم الإخراج السينمائي في باريس والتصوير في برلين. ومن بين هذه المجموعة من الطلاب المخرجين كان أحمد بدرخان، ومن المصورين محمد عبد العظيم وحسن مراد (الذي تخصص في تصوير الأخبار “إيجيبشان نيوز” من 1935 إلى 1970). وكان كل من نيازي مصطفى وعلاء الدين سامح قد سافرا إلى برلين لدراسة الإخراج والديكور على نفقتهما الخاصة. وهناك التقى بهما طلعت حرب ووظفهما للعمل في استوديوهات مصر.

 

المخرج السينمائي المصري أحمد بدرخان

 

هكذا بدأت هذه الاستوديوهات عملها مع فريق من الفنيين المدربين بشكل جيد، وهو ما شكل جزءا من خطة الاستعدادات الطموح التي وضعها طلعت حرب لإنشاء صناعة سينما وطنية، وهي الخطة التي كانت قد أعلن عنها في خطابه الافتتاحي لجمعية المسرح والسينما المصرية (1925)، عندما قال عن تلك الجمعية:

 

“أتمنى أن تكبر وأن تكون قادرة على إنتاج أفلام مصرية ذات قيمة عالية يمكننا عرضها في بلادنا وفي دول الشرق المجاورة.”

 

 

منذ ذلك الحين ظهرت الاتجاهات التجارية للسينما المصرية بقوة، واستطاعت أن تطول جمهورا امتد من الشرق الأوسط إلى المغرب مرورا بإفريقيا. وظهر دور هذا الفن في تشكيل مرجعية ثقافية مشتركة بين شعوب تلك المناطق اعتمدت على ثلاثة عوامل -تتمثل في قيم الحداثة التي عبرت عنها السينما المصرية، ونظام النجوم الذي أفرزته، وارتباطها بمفهوم الهوية القومية.

 

 

 يمكنكم قراءة الجزء الأول من هذا المقال هنا 👇🏻

حكاية السينما المصرية خارج الحدود 

 

 

عن د. سلمى مبارك

أستاذ الأدب والفنون والأدب المقارن بجامعة القاهرة. مؤسسة ومديرة شبكة آمون للباحثين في الأدب والسينما. صدر لها دراسات عدة في مجالات الأدب المقارن والنقد الأدبي والسينمائي. من الكتب المؤلفة: "النص والصورة" 2016، و"أمينة رشيد أو العبور إلى الآخر" 2022. ومن الكتب المحررة بالمشاركة مع وليد الخشاب "الاقتباس من الأدب إلى السينما" 2021، ومن ترجماتها: "علم اجتماع السنيما وجماهيرها" 2021 لإيمانيول إتيس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *