كان أول عمل صحفي أحصل على أجر ٢٧ جنيهًا مقابل نشره هو حوار أجريته مع أستاذي الدكتور حسن محمد حسن من قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، فقد كان خريج كلية التجارة، ثم درس في الآداب ليصبح أستاذًا لنا.
بعد التخرج، والعمل، بشرني صديقي حسام عبد القادر بأن الأستاذ منير المسيري ؛ أحد أكبر صحفيي الإسكندرية أنشأ جريدة جديدة تصدر عن نقابة الصحفيين بالإسكندرية اسمها (أخبار الإسكندرية)، وستتيح لمن يثبت وجوده فيها أن يكون عضوًا بنقابة الصحفيين؛ الجنة التي يحلم بدخولها كل صحفي!
نقابة الصحفيين المصرية
عملت مساعدًا لرئيس القسم الأدبي بأخبار الإسكندرية، الأديب عصام الجمل وطلبت من الأستاذ منير المسيري أن أغطي أخبار محافظة البحيرة القريبة من قريتي فلم يمانع.
كانت هذه الجريدة مهمة جدًا، وكان يمكن أن تحقق الكثير لصحفيي الإسكندرية، لكن عدم انتخاب الأستاذ منير لمدة تالية نقيبًا للصحفيين؛ جعله يصدر الصحيفة فترة من بيته، ثم توقفت، ككل شيء جميل لا يجد الدعم، ويقوم على الجهد الفردي مهما يكن مخلصًا.
الكاتب منير عتيبة
أصبحت رئيسًا للقسم الثقافي في جريدة جديدة ( الدوامة ) وكانت الصديقة حنان المصري الصحفية هي رئيس التحرير، ولم يصدر سوى أعداد قليلة، وأغلقت الجريدة ، بعدها اتخذت قرارًا صارمًا بألا أعود إلى شارع الصحافة. سأكتفي بالجلوس في بيت الأدب الذي لا يحتاج إلى آخرين ليكونوا معي.
أقنعني صديقي حسام عبد القادر بأن نصدر مجلة أمواج ثقافية سكندرية على الإنترنت؛ كنت رئيس مجلس إدارتها، وحسام عبد القادر رئيس التحرير، جاءت في ظروف صعبة بعد ثورة يناير، فلم نستطع أن نجد لها إعلانات تمولها، وخسرنا كل ما معنا، فبدأنا ننفض عن الجريدة واحدًا تلو الآخر.
بعد هذه التجربة لم أقترف الصحافة، إلا من خلال إجراء حوارات أدبية صحفية مع كبار الكتاب في مصر والعالم .
عندما نتحدث عن الأفكار خارج الصندوق، أو سرعة الكتابة، أو القدرة على التعديل.. أقول إنه إذا كان بي بعض من هذه الصفات فإن الفضل الأول فيها للصحافة التي تبقى متغلغلة في الدم مهما ظننت أنك ابتعدت عنها.