” تاكسي”.. احتفاء على ضفاف النيل


في أمسية ثقافية امتزجت فيها حكايات الأدب مع نغمات العود ، وقفت الفنانة يارا جبران عند طرف الشرفة الخارجية  لمكتبة القاهرة الكبرى لتقرأ مقاطع بالإنجليزية لكتاب “تاكسي.. حواديت المشاوير” للكاتب خالد الخميسي خلال الحفل الذي أقامته دار ديوان للنشر، بمناسبة إصدار الترجمة الإنجليزية للعمل الذي أثار ضجة قبل عقدين.

 

 

 

 

الكتاب الذي يحوي  ثمانيَ وخمسينَ  حكاية من واقع سائقي التاكسي في القاهرة، لم يعد مجرد عمل أدبي، بل تحوّل إلى جسر ثقافي يمكن للقارئ الأجنبي التجول به في  شوارع القاهرة المزدحمة، كما ذكرت ليان رستم، الشريك المؤسس في مكتبة ديوان .

“هذا العمل ليس مجرد كتاب، بل هو وثيقة إنسانية تختزل روح المدينة، وتؤكد أن الأدب هو اللغة الأم للتواصل بين الشعوب”.

 

 

 

استعاد الخميسي ذكريات ولادة الفكرة عام 2005، في فترة زمنية كان الشارع المصري في حالة غليان.

 “كنت أبحث عن صوت الشارع، فوجدته داخل التاكسي، السائق هنا ليس مجرد ناقلٍ للركاب، بل هو طبيب نفسي يعالج الراكب، وأحيانًا تتبدّل الأدوار ويقوم الراكب بتهدئة غضب السائق، العلاقة بين السائق والراكب علاقة فريدة، فكلاهما يعرف أنه لن يرى الآخر مرة أخرى، وهذا ما يمنحهما حرية مطلقة في البوح”.

 

كتب الخميسي الكتاب  على شاكلة “المقامة” -وهي شكل أدبي قديم عبارة عن مجموعة حكايات قصيرة، ومن أشهرها مقامات بديع الزمان الهمذاني، فيوضح “بعض القرارات الأدبية تأتي دون سبب أو منطق، لقيت نفسي بكتب اللي جوة صدري وعقلي بالشكل ده”.

 

 

 

 

 

يتذكر الخميسي حكاية عن الترجمة الإيطالية لكتاب “تاكسي”، فيقول  إن المترجم استبدل الأغنيات والأمثلة المصرية بمثيلتها بالإيطالية، و إن مصر ليس لديها تاريخ للترجمة عن العامية “لازم تبقى مصري مدقدق عشان تفهم كتاب تاكسي”.

 

 

 

 

وبين توقيع الكتب وتبادل الأحاديث، بقي السؤال : كم من عملٍ أدبي نجح في استشعار اللحظة الفارقة؟ ربما العديد، لكن أيًا منهم سينجح في امتحان الأبدية؟ الإجابة سيظل النيل الشاهد الأبدي عليها!

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *