أحدث الحكايا

شهرزاد تحكي: فرقة الراديو الشرقية.. النواة الأولى لفرق الموسيقى العربية

فى عام 1933 قرر مجلس إدارة المعهد الملكي للموسيقى العربية ترشيح الموسيقار مدحت عاصم ليتولى الإشراف على أمور الموسيقى والغناء في الإذاعة اللاسلكية للمملكة المصرية، واستشار المجلس في ذلك مصطفى بك رضا، ومصطفى العقاد. وفى عام 1934 افتتحت الإذاعة المصرية رسمياً، واستلم مدحت عاصم عمله مشرفاً عاماً على الموسيقى والغناء فيها، ليكون أول مصري يتولى منصب مدير إدارة الموسيقى والغناء بها، وينشئ الفرقة المصرية الأولى للإذاعة المصرية. 

الموسيقار مدحت عاصم

البداية

مع انطلاق الإذاعة المصرية مصحوبًا بصوت كبار الفنانين والموسيقيين المصريين، أصبح هناك اهتمام خاص بما يقدم من أغانٍ وموسيقى، فكانت هناك حفلات وفقرات خاصة تذاع لكبار المطربين ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والموسيقار رياض السنباطي، وسلطانة الطرب منيرة المهدية وغيرهم الكثير، كل يغني بحضور فرقته الخاصة.

ومن هنا فكر الموسيقار الكبير الراحل مدحت عاصم في تأسيس فرقة خاصة للإذاعة المصرية، ستصبح فيما بعد النواة الأولى لفرق الموسيقى العربية التي أنشئت فيما بعد. وبالفعل انطلقت الفرقة تحت اسم «فرقة الراديو الشرقية»، وعهدت قيادتها إلى عازف الناي الشهير الفنان عزيز صادق.

 

كانت فرقة الراديو الشرقية تعزف مقطوعاتها مرة كل أسبوع، حتى أسست لفكرة الفقرات الموسيقية الخالصة بعيدا عن الغناء، وشيئا فشيئا تمددت ساعات البث، وظهر العزف المنفرد وكذلك المجموعات الصغيرة من العازفين في تكوينات “الرباعي والخماسي”

 

يقول مدحت عاصم: «تعرفت عزيز صادق وأنا أعزف البيانو في المعهد الملكي، وكنت قد بدأت تأليف الموسيقى عام 1924 وعمري خمسة عشر عاماً، فألفت مقطوعات على غرار الموسيقى التركية، وعندما انتهيت من العزف قال لي الحاضرون من الموسيقيين عن “السماعي” الذي كنت أعزفه أنه أحسن وأجمل من جميع السماعيات التركية.

وعندما انصرفوا لاحظت وجود شاب نحيل يضع نضارة سميكة على عينيه فسألته: هل أنت موسيقي؟ فقال: أنا عازف ناي واسمي عزيز صادق. سألته: ما رأيك في السماعي الذي عزفت؟ فأجاب: جميل. فسألته هل هو أحسن من سماعي يوسف باشا. قال: لا… سماعي يوسف باشا أجمل. وقد احترمته احتراماً كبيراً لأنه لم يجاملني كالآخرين. وتمسك برأيه العلمي، لذا وقع اختياري عليه لقيادة الفرقة على الرغم من احتجاج أغلب العازفين».

عازف الناي عزيز صادق

خطوات جديدة

كانت فرقة الراديو الشرقية تعزف مقطوعاتها مرة كل أسبوع، حتى أسست لفكرة الفقرات الموسيقية الخالصة بعيدا عن الغناء، وشيئا فشيئا تمددت ساعات البث، وظهر العزف المنفرد وكذلك المجموعات الصغيرة من العازفين في تكوينات “الرباعي والخماسي”، بالإضافة إلى استيعابها الكثير من النقلات الهامة في تاريخ الموسيقى العربية برعاية الموسيقار مدحت عاصم الذي كان  أول من أدخل الآلات الغربية كالبيانو إلى الموسيقى الشرقية لتكون نقلة كبيرة بعد سنوات طويلة من التخت التقليدي.

 وهكذا أصبح للموسيقى وجود دائم على خريطة البرامج، ولم يعد الغناء وحده هو المحتكر للبرامج الموسيقية الترويجية، إذ تكونت العديد من الفرق الموسيقية الأخرى في الوقت ذاته، والتي عُرفت بأسماء أصاحبها مثل فرقة عبد العزيز محمد، فرقة عطية شرارة، فرقة محمد حسن الشجاعي، فرقة حسين جنيد، فرقة علي فراج، وغيرها.

وکذلك أنشأت الإذاعة فرقة لموسيقي الجاز، وفرقة موسيقى الإذاعة المصرية بقيادة أحمد فؤاد حسن، عام 1928، وفرقة أوركسترا الإذاعة عام 1951.

فرقة الموسيقى العربية
فرقة الموسيقى العربية – أرشيفية
الإذاعة المصرية في بداياتها
الإذاعة المصرية في بداياتها

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *