في “سرد 4”.. 11 مصورا يختزلون مآسي العرب


في  فيلافيضي باشاأو ما يعرف باسمبيت باب اللوق“، أقيم معرضسرد 4″ الذي يضمّ أعمال أحد عشر مصورًا فوتوغرافيا من الوطن العربي، ضمن أسبوع القاهرة للصورة ، المعرض الذي يأخذ زواره في رحلة عبر حكاياتٍ ذات حساسيةٍ شديدة.

 

 

 

داخل غرف الفيلا بالدور الأرضي، عُلّقت حكايات المصورين على الحوائط ذات الشروخ، وكأنها تقول: “أنا باقية رغم الزمن”، مثل الحكايات الخاصة أو الاعترافات التي وثّقتها عدسات المصورين.

 

 

تبدأ الرحلة بمشروع “خطى والدي” للمصورة الأردنية أريانا الصايغ، التي تتناول علاقة والدها بالأرض الأردنية التي شكلت هويّته، فيما تستعرض من خلالها تأثير المكان، وفي تلك الحالة هي صحراء الأردن، على الذاكرة والشخصية، لتُظهر لنا الصور رجالًا وأطفالًا يبدو على وجوههم الصرامة والشدّة، وهي ضرورة للتكيف على العيش في الصحراء.

 

 

 

بعد ذلك يأخذنا صوت الأنفاس إلى مشروع يتحدث عن الحرب في جنوب لبنان، من خلال السيجارة التي تصبح مساحة للصمت والانتظار والنجاة، يستعرض مشروع “بين نفس ونفس” للمصورة فاطمة صلاح جمعة؛ سيدات محجبات ورجالًا اتخذوا جميعهم من السيجارة أداة يُنفّسون من خلالها عن غضبهم وإحباطهم ويأسهم.

 

 

 

 

امتاز معرض “سرد” في عامه الرابع بدمج الصوت والصورة، وهو ما أكدت عليه فريدة مهدي، منسقة أسبوع القاهرة للصورة في حديثها لـ”شهرزاد”، فالصوت كان أداة قوية لإدخال زوار المعرض في رحلة تفاعلية مع كل مجموعة صور، فمثلما كانت مجموعة “بين نفس ونفس” يُعمّق إحساس الزائر بحالة اليأس التي يشعر بها أهل الجنوب اللبناني، كانت كذلك مجموعتا “نزع” و”ما يتكشف بيننا”.

 

 

 

ففي “نزع” يتجلى صوت معول الهدم المثير للتوتر، الذي يُشعر أي إنسان بعدم قدرته على إيقاف تلك الآلة التي تزيل مقابر الإمام الشافعي.

 

 

 

وتعود تلك الأزمة إلى عام 2021، فيما تستمر عمليات الهدم إلى وقتنا الحالي للقيام بعمليات إنشائية في منطقة السيدة عائشة.

 

 

بينما يصغي الزائر لصوت معول الهدم، تقع عيناه على صورٍ تعرض تراث القاهرة المعماري الذي تحول إلى أكوامٍ من الركام. وتوضح فريدة أن معرض “سرد 4” استقبل مشاركات نحو 120 مصورًا، اختير 11 منهم فقط بناءً على قوة موضوعاتهم. تضيف قائلة:

❝هذه مشاريع تستحق تسليط الضوء عليها، مثل توثيق هدم المقابر – وهو أمر ليس بالسهل – وكذلك آثار القصف في جنوب لبنان وحي الشجاعية بغزة❝

 

بجانب مشروع “بين نفس ونفس”، عن الحرب في جنوب لبنان ، وثّقت كاميرا المصور “لورا مناسا” في مشروعه “ما يتكشف بيننا” اللحظات التي يقتنصها الناس خلال الحرب، وتؤكد على هشاشة النفس البشرية واحتياجها للسلام.

 

 

 

و ضمّت جدران الغرفة أيضًا صورًا من حي الشجاعية في غزة، إذ قام المصور نضال رحمي على مدار 9 أعوام بتوثيق اللحظات الصعبة أثناء القصف العشوائي للطائرات، فيما استعرضت الصور الأطراف المقطوعة للاعب كرة وفتاة تُمسك بالكاميرا.

 

 

 

في الدور الثاني حكاية أخرى تكشف عن جرأة مصورها، إذ يحكي “فارس زيتون”، وهو مسؤول المعرض نفسه ومصور أيضًا، رحلته للتعافي من الإدمان، في مشوار صعب تعرت فيها روحه وجسده.

 

 

 

بجانب تلك المشروعات وثق بقية المصورين موضوعات، مثل أزمة السحابة السوداء في دلتا مصر، كذلك مشروعات أخرى غارقة في  الذاتية، وهكذا يصبح “سرد 4” مرآةً لأوجاع الوطن العربي، تُروى بلغة العدسة والصوت، لتترك في الزائر أثرًا لا يُمحى.

 

 

 

عن شهرزاد

المحرر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *