ألوم نفسي كثيرًا لأنني لا أذكر اسم “أبلة مارسيل” كاملًا. أتذكرها دائمًا بأول مرة دخلت علينا الفصل في الصف الأول الإعدادي بمدرسة الثغر الإعدادية بنين بالإسكندرية. كانت المدرسة الإعدادية بقريتي تحت الإنشاء فقضينا الصف الأول الإعدادي وأول شهر من الصف الثاني في مدرسة الثغر، ثم أكملنا المرحلة الإعدادية في مدرسة خورشيد.
صورة الكاتب في طفولته
كانت قصيرة القامة، منحنية الأكتاف قليلًا، شعرها الأسود به شعرات قليلة بيضاء، مشدود إلى الوراء، البلوزة والجيبة من القطيفة الزرقاء، وجهها طويل أبيض، في عينيها طيبة العالم، وفي مرحلة سنية أقرب إلى أن تكون أمنا، تعشق المواد الاجتماعية التي تدرسها لنا؛التاريخ هو الناس الذي نقابلهم في الشارع، وفي المدرسة، بعد قليل سنكون نحن أيضًا تاريخًا لآخرين. والجغرافيا هي الشارع الذي نمشي فيه، والهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، وملابسنا، وبيوتنا، والحقول والمصانع التي يعمل فيها آباؤنا.
فريق الكرة بالصف الخامس الابتدائي مع أبله مديحة
كانت “أبلة مارسيل” تشرح لنا دروس التربية القومية، فتبث فينا أفكارًا مهمة ونبيلة، عن الوطن والمواطنة، ودور الفرد في المجتمع إلخ، كما كانت أول من يطلب منا إجراء بحث ميداني في الشوارع المحيطة بالمدرسة أو في أماكن سكننا يكون مرتبطًا بما ندرسة في هذه المادة، وأذكر انني حصلت على أقيم هدية يمكن أن يحصل عليها طالب وقتها مقابل بحث يكتبه؛ مسطرة بلاستيك لينة تستطيع أن تثنيها حتى يلتقي طرفاها دون أن تنكسر، هذه المسطرة التي أبهرتنا وقتها، كان ثمنها يفوق مصروف أسبوعين.
هل هذا فقط ما قدمته “أبلواتي” لي ولزملائي؟
بالتأكيد هناك ما هو أكثر، ربما أعمقه التأثير في شخصياتنا لتكون أكثر إيجابية ومحبة.
يمكنك قراءة الأجزاء السابقة من المقال هنا 👇🏻
أبلواتي العزيزات.. شكرا! حكاية أبلة سميرة
أبلواتي العزيزات..شكرا ! حكاية أبلة ناهد