كنت أسير بين الزرع في قريتي. وكان الطريق خاليًا والنسمة لطيفة، ثم فجأة سمعتُ صوتًا يغني. حاولت تمييز الأغنية فلم أفهم منها سوى كلمة “حبيبي”.. اقترب مني الرجل وهو يغني، وقد تطلع إليّ بنظرة غامضة. برغم ملابسه الجيدة كان حافي القدمين، ويسير بخطوة مقيدة. بعدما تجاوزني نظرتُ إليه من الخلف، …
أكمل القراءة »شريف صالح يحكي (على باب الله): لماذا لا توجد امرأة رسولة؟
عشتُ طفولتي في نظام “العائلة” تحت سلطة الجد لا الأب، ولفت نظري المكانة المقدسة للأم لكنها بلا سلطة ظاهرية وإنما سلطتها “مخفية”، تُحرك الأحداث من وراء ستار. كما لفت نظري أنه لولا الجدة والأم والعمة لانفرط عقد العائلة بسهولة. لكن المرأة مهما بلغ تقديسها، ومهما كانت مصدر أمن وحماية، تظل …
أكمل القراءة »شريف صالح يحكي (على باب الله): عندما قال الحلاج: ما في الجبة إلا الله!
لنتحدث عن الرحلة، والمتاهة، والنور. في أحد الأيام خرجتُ مع سائق سيارة نقل في مهمة، وكنتُ ضابط احتياط آنذاك، لكن أثناء عودتنا بعد الغروب ارتأى “حسن” السائق أن يختصر الطريق بنا. وكما توقعتُ، انتهينا وسط صحراء عن الشمال واليمين، ومن الأمام والخلف. أشعل حسن أنوار السيارة ودار في كل …
أكمل القراءة »شريف صالح يحكي (على باب الله): أن تربي أفعى في حجرك
اشتريتُ مأكولات خفيفة استعدادًا للذهاب مع بنتي وابني إلى معرض الكتاب. ثم فوجئتُ بابني حسين ينبهني إلى أهمية “مقاطعة” شركات أغذية تدعم حرب الإبادة في غزة. كان ينظر بمنطق أنهم أخوتنا في الدين والعروبة، فقلتُ له: هذا تحيز مفهوم لكن المفترض أن ننصر القضايا لأنها عادلة لا أن ننصر من …
أكمل القراءة »شريف صالح يحكي (على باب الله): انتش واجرِي يا إنسان
في أحد الأيام جلستُ على مقهى شعبي في الشيخ زايد أستمتعُ بدفء شمس الشتاء، ثم اشتريتُ طعامًا، تجمع على رائحته بضع قطط. وكلما رميتُ قطعة من الأكل تسابقت القطط غريزيًا وزمجرت لبعضها البعض. كل قطة تحاولُ أن تخطف العظمة قبل غيرها. وترى أنها أولى من الأخرى التي قد تكون أمها …
أكمل القراءة »شريف صالح يحكي (على باب الله): العالم طلسم.. والكنز هو الله
تعودتُ السير بين الحقول الخضراء وجداول المياه في قريتي. أحبُ هذا الصمت الممتد أمامي ودفء الشمس ورائحة الطمي، وتلك الموسيقى التي أسمعها من طيور لا أراها. كنتُ أبتعد قدر ما أستطيع عن البيوت وضجيج البشر ونداءات الباعة مُستمتعًا بطبيعة حرة. فالطير يغني كما يحلو له.. الضفادع تقفز بين ماء وماء.. …
أكمل القراءة »شريف صالح يحكي (على باب الله): الجمال طريقي إلى الله
تكرر في كوابيسي، أن عانيتُ الجاثوم، وكثيرًا ما كان يندفع من داخلي صوت يردد: “الله” أو “لا إله إلا الله”. أحد هذه الكوابيس القديمة كنتُ أشعر بنفسي وحدي والسماء تنطبق على الأرض. وقرأتُ مرة تفسيرًا أنها صدى للحظات المخاض والولادة كامنة في لا وعي كل منا، وتنعكس في أحلامنا وكوابيسنا. …
أكمل القراءة »شريف صالح يحكي (على باب الله): خوذة حماية إلهية
في أحد أيام الصيف دعاني زملاء على أكلة سمك في مصيف جمصة. أكلنا وشربنا الشاي. ضحكنا وتسامرنا أمام موج البحر. آنذاك انضمت إلينا زميلة لديها قدرات خاصة، إذ كانت تعرف ما يدور خلف ظهرها وتصفه لنا بدقة. ورأيت بنفسي كيف نجلس أكثر من عشرة أشخاص وهي على بعد أمتار منا، …
أكمل القراءة »شريف صالح يحكي (على باب الله): أنت نفسك معجزة.. وأنت معجزة نفسك
في ليلة خريفية لا أنساها، كلفتني العائلةُ بركوب الحمار، والذهابِ إلى قرية بعيدة عن بلدتنا، كي أعود بجدي الذي ذهب إلى عُرس هناك. كان هذا يعني أن أسير وحدي في طريق معتم، عن يساري النيل وعلى يميني حقولٌ مزروعة تعزف فيها الضفادع سيمفونيةً مخيفة. كان لريح الخريف صوت يشبه النائحات …
أكمل القراءة »شريف صالح يحكي: البحث عن ولي الله
وصلتُ إلى دكانه الصغير. كان عجوزًا يلف رأسَه بعمامةٍ بيضاء، ويحتفظ بخدين موردين يُوحيان أن له أصلًا تركيًا. ظل محنيًا وراء ماكينة خياطة عتيقة تصدر تكتكة، بينما هو يحدثني بجملٍ قليلة، وأنا صامتٌ في حضرته. ليس هناك زحام لزبائن، لكنه اعتاد أن يشغلَ فراغ أيامه برتق ملابس الفلاحين، هنا وهناك …
أكمل القراءة »